كتب- مصطفى عيد:
وقعت شركة سيمنس لنظم النقل عقدا، في إطار تحالف، اليوم الأربعاء مع الهيئة القومية للأنفاق، وذلك لتنفيذ منظومة متكاملة للسكك الحديدية تتضمن أول خط رئيسي للقطار الكهربائي السريع وخطوط لقطارات الشحن في مصر، وفقا لبيان من الشركة اليوم.
وحضر توقيع عقد المشروع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وكامل الوزير وزير النقل، والسفير الألماني في مصر.
وأعلنت سينمس لنظم النقل في بيانها تفاصيل المشروع الجديد، موضحة أنها ستنفذ هذا المشروع العملاق بنظام تسليم المفتاح بالتعاون مع شريكيها أوراسكوم للإنشاءات، والمقاولون العرب (عثمان أحمد عثمان وشركاه).
وقالت إنه في إطار العقد ستنفذ سيمنس لنظم النقل أعمال التصميم كما ستقوم بتنفيذ المشروع وإجراء التشغيل التجريبي، بالإضافة إلى صيانة نظم السكك الحديدية لمدة 15عامًا، حيث تصل القيمة الإجمالية للعقد إلى حوالي 4.5 مليار دولار بينما تبلغ حصة سيمنس لنظم النقل منه حوالي 3 مليارات دولار.
وذكرت الشركة أنه من المتوقع أن يتم حجز الغالبية العظمى من الطلبات للمشروع عام 2022 بعد الإغلاق المالي.
ويُعد هذا العقد هو الأول الذي يتم توقيعه في إطار مذكرة التفاهم المتفق عليها بين الهيئة القومية للأنفاق وشركة سيمنس لنظم النقل وأوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب في يناير 2021، وفقا للبيان.
وأوضحت سيمنس أنّ العقد الذي تم توقيعه اليوم يغطي مسافة 660 كيلومترًا من شبكة السكك الحديدية المخطط إقامتها بطول 1800 كيلومتر، كما تم الاتفاق على مناقشة الاتفاقيات المتعلقة بإقامة خطين آخرين للسكك الحديدية عالية السرعة ووضع اللمسات الأخيرة عليها، بما في ذلك البنية التحتية للسكك الحديدية والقطارات وأعمال الصيانة في الأشهر المقبلة.
وقال وزير النقل: "سيعزز هذا القطار البنية التحتية للمناطق التي يمر بها ويساعد علي تحقيق الزحف العمراني، بالإضافة إلى أنه سيربط العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة بشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع، وسيعمل علي تعزيز حركة السياحة من خلال وسيلة نقل سريعة وعصرية وآمنة تتسم بأعلي مستويات الكفاءة والأمان لتلبية احتياجات وتوقعات الشعب المصري".
وستقوم سيمنس لنظم النقل ضمن المشروع بتوريد قطاراتها الكهربائية عالية السرعة من طراز ڤيلارو، والقطارات الإقليمية ذات السعة العالية من طراز ديذيرو، وجرارات شحن البضائع من طراز ڤيكترون، وفقا للشركة.
وقالت الشركة إنه سيتم أيضًا تركيب نظام إشارات آمن واعتمادي طبقًا لأحدث تقنيات نظم الإشارات، والمستوى الثاني لنظام التحكم الأوروبي في القطار (ETCS)، بالإضافة لتوريد نظام إمدادات الطاقة الذي يوفر طاقة تتميز بالكفاءة والاستدامة.
وأضافت أنه علاوة على ذلك، ستقوم سيمنس لنظم النقل بتوريد ودمج أحدث أنظمة الاتصالات والسلامة والأمان من أجل تجربة ممتعة للركاب، موضحة أن القطارات وكذلك جميع الأنظمة الفرعية التابعة لها تعتمد على أحدث المنتجات والمنصات الموثوقة.
ومن ناحية أخري، يتولى تحالف شركاء سيمنس لنظم النقل تركيب السكك الحديدية بينما تقوم الهيئة القومية للأنفاق ببناء الكباري وإقامة الإنشاءات الفرعية للخط، وفقا للشركة.
قناة سويس جديدة؟
وقالت الشركة إن خط السكك الحديدية الجديد والذي يمتد بطول 660 كم، سيربط بين العين السخنة على البحر الأحمر ومرسى مطروح والإسكندرية على البحر المتوسط، وهو يشبه في ذلك الدور الذي تقوم به قناة السويس في الربط بين البحرين ولكن عبر خطوط السكك الحديدية.
وذكرت أنّ الحكومة المصرية لديها خطة طموحة للاستثمار بكثافة في إقامة أحدث شبكة للسكك الحديدية الكهربائية عالية السرعة التي تتسم بالاستدامة والاعتمادية بطول 1800 كيلومتر لتوفير وسيلة مواصلات تتميز بأعلى مستويات الكفاءة والأمان والأسعار الاقتصادية لنقل المواطنين وشحن البضائع في مصر.
كما سيربط الخطان الإضافيان القاهرة الكبرى من مدينة 6 أكتوبر على طول نهر النيل بأسوان والأقصر إلى الغردقة وسفاجا، حيث ستجل الشبكة بأكملها مصر مركزًا اقليميًا رائدًا للنقل والمواصلات في المنطقة، وفقا للشركة.
وأوضحت الشركة أن شبكة السكك الحديدية الحديثة ستتمكن من منح دفعة قوية للقطاعات الاقتصادية المختلفة مع تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعم عجلة النمو الاقتصادي في البلاد بشكل عام.
مزايا إيجابية للمشروع
وقالت سيمنس إنه من المتوقع أن يوفر الخط الأول للمشروع باقة من المزايا للمجتمع والبيئة المصرية، حيث يخلق التحالف أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة في مصر، بالإضافة إلى 3800 فرصة عمل للموردين المصريين وفرص عمل غير مباشرة داخل منظومة الاقتصاد المحلي بصورة عامة.
وأضافت أنه من المنتظر أيضًا أن توفر الخطوط التالية من المشروع العديد من فرص العمل الجديدة عند البدء في تنفيذها، كما سيساهم المشروع أيضًا في تقديم فرص التدريب الفني والتأهيل وصقل مهارات الكوادر المحلية وهي أحد أشكال الدعم الذي تقدمه سيمنس لنظم النقل في إطار هذا المشروع مما يساعد على تنفيذ خطة متكاملة لبناء المهارات المطلوبة لاستكمال المشروع.
من ناحية أخرى ستساهم منظومة القطارات التي تعمل بالكهرباء بالكامل في تقليل استهلاك الطاقة وبالتالي خفض تلوث الهواء عن طريق تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% مقارنة بالسيارات والأوتوبيسات الحالية التي تعمل بالوقود، وهو ما يعني رفع جودة الحياة وحماية البيئة في مصر، بحسب الشركة.
وذكرن الشركة أن منظومة السكك الحديدية الجديدة تعتمد على أحدث الحلول والتطبيقات التكنولوجية والمنتجات فائقة الجودة والمعايير الأوروبية في الإنشاءات والتشغيل، ويتوافق نظام الإشارات الذي سيتم توريده للمشروع مع أعلى متطلبات ومعايير السلامة والأمان.
وإلى جانب ذلك، ستضمن الاختبارات المكثفة والتشغيل التجريبي للمنظومة وتدريب الكوادر المحلية أعلى معايير الأمان للركاب والعاملين، وفقا للبيان.
نقل أكثر من 30 مليون راكب سنويا
وقالت سيمنس إنه من المتوقع أن ينقل هذا الخط أكثر من 30 مليون شخص كل عام، مع تحقيق وفورات في زمن الرحلة تصل إلى 50%، وهو ما سيعمل على زيادة معدلات إنتاجية القوى العاملة في البلاد.
وأضافت أن هذا الخط سيربط بين القاهرة والمجتمعات العمرانية الجديدة التي يتم تطويرها حاليًا، فعدد سكان القاهرة تضاعف منذ عام 1980 وحتى الآن، إذ يبلغ عدد سكان القاهرة الكبرى اليوم حوالي 20 مليون شخص، لذلك يتم حاليًا تطوير مدن جديدة حول القاهرة الكبرى لتخفيف الازدحام والتكدسات السكانية والمرورية.
وذكرت الشركة أن هذه المنظومة التي تتميز بعوامل الراحة والأسعار الاقتصادية تقدم باقة أخرى من المزايا للمسافرين، منها تقليل وقت السفر من شرق القاهرة الكبرى إلى غربها.
كما سيربط الخط الموانئ البحرية والجافة، وهو ما سيساهم في تحسين مستوى الكفاءة لحركة الشحن في مصر بصورة عامة، خاصة الشحن البري عن طريق السكك الحديدية والذي من المتوقع زيادته بنسبة 15%، بحسب الشركة.