recent
أخبار ساخنة

العليا للنانو تكنولوجي بجامعة القاهرة تعقد ندوة عن "مستقبل الهيدروجين الأخضر"

 



كتب- مصطفى عيد:


نظمت كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجى بجامعة القاهرة فرع الشيخ زايد، الملتقى العلمي والذي يتم عقده شهرياً خلال الأسبوع الثاني و الرابع من كل شهر، تحت رعاية الدكتور رباب محمود الشريف عميد الكلية، والدكتور خالد سليمان سليمان وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. 


جاء ذلك بمشاركة الدكتور علي عبد الحفيظ، الزميل بمعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي ألقى محاضرة بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر و تصنيع خلايا الوقود ".


من جانبه استعرض الدكتور علي عبد الحفيظ أن دول العالم تتعرض حاليا لأزمتين تتمثل أول تلك الأزمات في الطاقة والتي تتمركز في أن المصدر الأهم لهذه الطاقة هو البترول والتي تتحكم به مجموعة معينة من الدول تتحكم في سعر إنتاجه عالمياً مما يعطي الأفضلية لبعض الدول وتعرض دول أخرى للضرر. 


وقال إن مصر تعتبر من الدول المستهلكة وليس المنتجة لهذه الطاقة وهو ما يعرضنا كثيرا للضرر بسبب تغيرات سعر الصرف الخاص بالدولار بالإضافة إلى التغيرات العالمية لسعر البترول، فضلاً عن أن الأزمة الأخرى تتمثل في مشكلات التلوث والانبعاثات الحرارية الناتج عن ارتفاع معدل ثاني أكسيد الكربون والذي يصاحبه ارتفاع شديد جدا في درجات الحرارة، حيث من الممكن ان تزداد درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل 5 درجات كل مائة عام وهو يمثل خطرا كبيرا لتأثيره علي عمليات ذوبان الجليد ومن ثم ارتفاع معدلات منسوب البحار وهو ما سيؤدي لغرق مدن بأكملها. 


وأوضح عبد الحفيظ أنه الرغم من أن ذلك الخطر قد يبدو بعيداً، أي من الممكن ان يتم خلال الـ 60 عاما المقبلة، فإنه يحتم علينا سرعة البدء في التحرك من الآن لإيجاد مصادر طاقة بديلة لا يصدر عنها ثاني أكسيد الكربون والذي يزيد من هذه الانبعاثات، مشيراً إلى أن العالم يتجه حاليا لإنتاج الطاقة الكهربائية تكون خالية تماما من غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى خفض معدلات ثاني أكسيد الكربون الموجودة حالياً. 


وأكد ان هناك دولا أوروبية بدأت بالفعل في إقرار التشريعات التي تشجع علي التحول من مصادر الطاقة البترولية الي إنتاج الطاقة النظيفة والمتجدده مثل الطاقة الكهربائية وإنتاج الهيدروجين الأخضر مثل قرارات إنتاج السيارات الكهربائية فقط بدءاً من عام 2030، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تمنح الحكومة دعم من 5-6 آلاف دولار لكل فرد يقوم بشراء سيارة كهربائية في صورة خصم من ثمن السيارة. 


وأضاف عبد الحفيظ أن دول الشرق الأوسط ومن ضمنها مصر بالاضافة إلى دول الخليج بشكل عام لديهم ميزة كبيرة وهي أن تلك الدول لديهم أعلى معدلات لسطوع الشمس طوال العام خاصة مصر والتي تتمتع بمعدل سرعة كبيرة للرياح خاصة في منطقة جنوب سيناء، رأس محمد، رأس غارب، الأمر الذي يستلزم استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج الطاقة الكهربائية البديلة للطاقة البترولية، مشيراً بذلك إلى أن التوجه العام لدولة مثل السعودية هو كيفية استغلال الطاقة الشمسية أو الرياح لانتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة خلال السنوات القادمة بحيث تصبح هذه الطاقة كمصدرا للدخل لأن أغلب اقتصاد السعودية ودول الخليج قائم علي البترول، بالاضافة الي أن مصر لديها من المقاومات لإنتاج الهيدروجين الأخضر أعلي بكثير من دول عديدة مما يتطلب ضرورة العمل علي ليس فقط فكرة الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة بل لدينا فرصة كبيرة لانتاج كميات كبيرة من هذه الطاقة وتصديرها مستقبلاً.


وقال إن هناك مشكلة وهي مصادر هذه الطاقة لا نستطيع تخزينها أكثر من 8 ساعات مما يتطلب ضرورة استغلال هذه الطاقة سريعاً في نفس وقت إنتاجها وهو أمر غير منطقي، ولذلك نلجأ لحيلة أن نأخذ الطاقة الكهربائية الناتجة من الرياح و نقوم بفصلها عن طريق المياه الى هيدروجين واكسجين، ويسمي الهيدروجين الذي ينتج من المياه بالهيدروجين الأخضر لأن العملية الإنتاجية الخاصة به خالية تماما من ثاني أكسيد الكربون ونستطيع تخزينه لمدة طويلة بالساعات والأيام والشهور في محطات التخزين الخاصة به حتي يتم استخدامه وقت الاحتياج عن طريق اعادة تفاعل الهيروجين مع الاكسجين الموجود في الهواء لتوليد الكهرباء التي نستطيع استخدامها في كافة استخدامات الطاقة كالسيارات والانارة عن طريق خلايا الطاقة التي تساعد علي عدم إنتاج ثاني أكسيد الكربون. 


وأضاف علي عبد الحفيظ أن هناك بعض التحديات التي تواجه تحقيق هذه العملية والتي تتمثل في أن نقص كفاءة عملية تحويل الطاقة إلى هيدروجين تؤثر على سعر الهيدروجين الأخضر حالياً في السوق مما يجعل سعره مقارنة بالبترول مرتفع للغاية يتخطى ثلاثة أضعاف سعر المواد البترولية، مشيراً إلى أن المستهدف خلال الفترة القادمة هو تخفيض سعر الهيدروجين الأخضر حتى يصبح نفس سعر المواد البترولية حتي تستطيع هذه التكنولوجيا الدخول في الأسواق ويتم وقتها استبدال كل مصادر الطاقة سواء البترولية أو الغاز الطبيعي بطاقة الهيدروجين المتجدده، وتمثل الدور الذي نقوم به حاليا في البحث العلمي في اكتشاف وإيجاد المواد المحفزة لهذه التفاعلات بحيث تستطيع زيادة الكفاءة الخاصة بعملية إنتاج الهيدروجين وفي نفس الوقت تكون هذه المواد التفاعلية ناتجة من مواد رخيصة الثمن حتي نستطيع خفض التكلفة اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر. 










google-playkhamsatmostaqltradent